Articles

تقليدانية الأفراد : منطقة الريف نموذجا

لا شك، أن من أهم أسباب ثبات المجتمعات ثباتا فكريا، أن تكون لدى أفراده معارف يعي من خلالها المهام المنوطة به وبالتالي تحقيق غاية الوجود. إن هذه المعارف تكون في غالب الأحيان، سلاح الفرد الذي يواجه بها أفكارا متخلفة للبعض و سريالية البعض الآخر.وهذه المعارف تتشكل لدى الفرد من خلال جملة المفاهيم التي تأخذ حيزا زمنيا في التشكل قبل أن توضع في قالب جاهز، يستهلكها الفرد بعدها بوعي مادام هو صانعها أو على الأقل واع بمدلولها، فأنا أتحدث هنا عن مجتمعات بلغت من مراتب التقدم والتطور مبلغا. وفي المقابل، نجد المجتمعات المتخلفة في طابعها التقليدي المحافظ (حتى لا أقصر الحديث إلا عنها)، هذه المجتمعات ،تكون بنية مفاهيم أفرادها في غالب الأحيان بنية غير واع بها وإنما نتاج تراكمات ذاتية أو موضوعية يكون فيها الطابع الديني السلفي خصوصا حاضرا بقوة. ففي هذه المجتمعات نرى أن الفرد متمسك أشد التمسك بمفاهيم قد لاتمثله ولاتمثل واقع الحال الذي يعيشه، وليس صنعه هذا إلا من باب الغيرة على مجتمعه (وإن كان مفهوم القبيلة أقرب دلالة هنا) فهو بهذا يذود عن من يحميه رغم قساوته، كالطفل الذي يلوذ بحضن الأم طلبا للأمان على قسوته
Articles récents